الجزء الثالث والختامي من امنعوا الحرب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأخيرا الجزء الثالث من امنعوا الحرب
ونعتذر جدا جدا على التأخير
لأن ظروفنا لم تسمح لنا باحضار الجزء الثالث مبكرا
ولهذا قد أحضرناه الآن
لنستتع سويا مع القصة

أخلينا المنزل ذلك اليوم, وجلسنا في ركن من الشارع, وقد رأينا الشارع مكتظا بالناس الذين دمرت منازلهم, كان كثيير من النساء يبكين ألما وحزنا, الأسى والحزن يملآن المكان, أناس قد ماتوا تحت بقايا منازلهم التي دمرها العدو, أناس أصيبوا بجروح غائرة بعد أن مضت ثلاثة أيام قضيناها نشعر بالبرد والجوع والألم, قررنا العودة إلى منزلنا ولو ليوم واحد بعد تلك الأحداث المرعبة. وذات صباح بينما كان والديَّ وشقيقتي لا يزالون نائمين, خرجت من المنزل خلسة لأعرف ما الذي حل بصديقي أمجد, الذي لا يبغد بيته كثيرا عن بيتي, وذهبت اليه فلم أجد أرا له ولا لبيته, لقد دمره العدو, ولم أعرف ما حل به, أو أين ذهب, أو هل ما زال على قيد الحياة أم لا؟ وقررت العودة الى الى البيت ودموع الأسى والحزن تملآن وجهي, وفجأة سمعت صوت طائرات في الأعلى, وصوت قنابل تلقى, فأصبت بالذعر الشديد , وركضت نحو منزلي, وعندما وصلت جمدت في مكاني, ونظرت حولي بذعر وأنا أصرخ: أين منزلي؟ ماذا حل به؟ وأدركت أن العدو دمر منزلنا, وأن تلك القنابل ما هي إلا قنابل ألقيت على منزلي, صرخت وأنا أركض نجو الحطام أبي, امي, ريم, أين أنتم؟ ماذا جرى لكم؟ ووصلت سيارة الإسعاف, لم يتمكنو من إخراج أحد في البداية من تحت الحطام ,وبعد فترة تمكنوا من إخراج أبي, وهو مصاب بجروح غائرة, والدم يغطي جسمه كله, بدأت بالصياح وأنا أبكي, أبي.. أبي ماذا جرى لأمي وريم ؟ وضعت إحدى السيدات يدها على كتفي وقالت لي : اطلب لهما الرحمة يا بني,
لقد بذلنا ما في وسعنا لإخراجهما من تحت حطام المنزل, لكن هذا قضاء الله وقدره, قلت وأنا أصرخ بجنون: لا , لا يمكن, هذا كذب, أريد أمي , أريد أمي, أين أنت يا ريم؟؟
وبعدها مات والدي بالمستشفى وبت وحيدا لا مأوى , ولا أهل ولا حتى أصدقاء. صرخت: لم كل هذا؟ ما الداعي لكل هذا الحرب؟ وما فائدتها؟
الحرب لا تجلب إلا الدمار والخراب, أوقفوا الحرب. وبعد أسابيع توقفت الحرب, وتم إعلان الهدنة بين الطرفين, وعاد الناس إلى أنقاض منازلهم يحاولون بدء حياتهم من جديد, وكيف لهم أن يبدؤوها من جديد وقد سطر العدو نهايتها؟ ما ذنب الأطفال الذين قتلوا برصاص العدو؟ وما مصير الأطفال الذين فقدوا أهلهم وأصبحوا بلا مأوى؟ ترى هل يكفي الاعتذار عما حصل لإعادة البسمة التي وأدها العدو الى وجوه هؤلاء الأطفال؟
أما أنا فقد ذهبت للعيش مع أقاربي, بعد أن تكفل أحدهم بإيصالي إليهم. اليوم وقد مرت عشرون سنة على تلك الأحداث إلا أن ذكراها ما زالت في مخيلتي, فكيف أنسى من دمر طفولتي؟ كيف أنسى من حرمني أهلي وأصدقائي ؟ كيف أنسى من منعني أن أعيش طفولتي مثل بقية الأطفال؟ والآن عندما يسألني أطفالي عن الحرب لا تجلب إلا الدمار والخراب, الحرب لا تجلب إلا الأسى والحزن, امنعوا الحرب , امنعوا الحرب.

اهائ اهئ اهئ حراااام عليكم يا إسرائيل اتركو بلادنا بأمان يكفي ما أخذتموه من فلسطين

الكاتب نون عبد الودود أحمد محمد
الإمارات العربية المتحدة, أبو ظبي
قصة واقعية حقا حدثت مع الكاتب
تعبت من كتابت القصة اتمنى ان تكونو استمتعو
انتظر الردوود الجزء الثالث والختامي من امنعوا الحرب 352159